كان المجتمع الموريتاني محافظا إلى حد كبير، فكان يفرض مبكرا -وبصفة قسرية من المنظور النفسي - على الفرد سلوكه وأذواقه (الشوكه من سغرتها امحده...) ومهنته وحتى هواياته وأصدقاءه (خلوه يگبظ صاحبو...). وإذا كان من الممكن تفهم بعض تجليات هذه "الثقافة التقليدية" -التي تتنافى في جزء من مظاهرها مع قيمنا الدينية الجوهرية-، عندما كان الأمن القبلي بأبعاده المختلفة غير متوفر، فإن استمرارها اليوم في إطار الدولة ومقوماتها يشكل، في بعض مظاهره، خطرا يتهدد أمن المجتمع وهويته ولحمته وتطوره السلس، كما يعتبر عائقا رئيسيا في وجه التنمية الاقتصادية والرخاء المادي.
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في مالي، يواصل مئات الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، النزوح من قراهم، بحثاً عن ملجأ في موريتانيا.