اجراءات متشعبة.. لتحضير "عُرْسين" مُنْفصلين في الشـــرق الموريتاني

اثنين, 01/15/2018 - 15:42

تستقبل ولاية الحوض الشرقي عُرسين مُنْفصلين وحدثين تاريخيين يستحقان الوُقوف والتأمل أمامهما ، في هذه السنة 2018 الحالية والموصوفة لدى البعض بعام الرمادة لصعوبة الاوضاع على كل المستويات.

الحدث الأول هو النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة والمقررة هذه السنة في مدينة ولاتة التاريخية .

أما الحدث الثاني والأهم هو اختيار مدينة النعمة عاصمة الولاية لفعاليات حفل الاستقلال لهذا العام.

فأما العرس الأول والمتمثل في مهرجان المدن القديمة فالمدينة التاريخية تعاني مشاكل جمة ، ابرزها :

ـ العزلة :

تقع مدينة ولاتة على بعد 100 كلم تقريبا من مدينة النعمة عاصمة الولاية يربطهما طريق وعر وصعب تخوض سيارات رباعية الدفع غماره لا تقطع مسافته إلا بكود النفس.

ـ الاوضاع المعيشية:

أما الأوضاع المعيشية في المدينة ، فحدث ولا حرج ، ازمة العطش مزمنة ، لدرجة ان مواليد بدايات الازمة ، أطر الآن في المؤسسات الموريتانية ، ومواد غذائية تستورد بصعوبة من مدينة النعمة ، تتزحلق بها شاحنات لمدة أسبوع على الطريق الوعر ، وتباع بعد وصولها بأسعار خيالية ، وليست متوفرة في اغلب الأحيان ، نسبة البطالة 100%.

ـ هجرة السكان:

تعتبر المدينة شبه خالية من سكانها الأصليين الذين هجروها تدريجيا تحت تأثير العزلة والازمات المعيشية ، وفضلوا التفرج عليها من العاصمة نواكشوط ، إلا ان مستوطنين ممن حولها تمسكوا بها وهو ما ابقى على بصيص حياة في المدينة التاريخية التي تنكر لها ابنائها.

يوجد ضمنيا فيها حاكم مقاطعة ، غائب في اغلب الاحيان! ، تفتقر إلى قاض منذ اكثر من عقد من الزمن!!! ، تضم مدرستين مغلقتين حتى قبل اسابيع! ، ونقطة صحية مصادرها البشرية تتمثل في "قابلة" تسكن في مدينة النعمة!! ، لديها نائب في البرلمان وشيخ مُقال لم يتمكنو من زيارتها للاطلاع على اوضاعها في مأموريتهم الحالية!! ، ولم تتمكن المدينة التاريخية من رُؤيتهم بين نُظرائهم المنتخبين تحت قبة البرلمان.

أما العرس الثاني والمتمثل في الاستقلال الوطني والذي فازت به مدينة النعمة عاصمة الولاية ، فهي المدينة التي لايختلف اثنان على وصفها :

مدينة تقع بين الجبال تشقها بطاء سوداء اغلب مبانيها من الطين ، او ثنائي الطين والحجر ، تعاني هي الأخر ى من عزلة من نوع آخر وهو:

العزلة في انتصاب المؤسسات لتخفيض مستوى البطالة ، والعزلة من توزيع الناتج المحلي ، والعزلة من التمثيل والتأطير وتكافؤ الفرص!!.

تأتي المدينة في مؤجرة نظيراتها من عواصم الولايات كحالة متلازمة تميز بها الشرق منذ "ضُم" إلى الدولة الموريتانية.

تخمة في الحالة العامة يختلط فيها السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، يوفرالفساد وخلاياه النائمة في مدينة النعمة لها الحماية والاستمرارية تتخللها مشاكل تزداد تشعبا ابرزها.

ـ تدهور في المستوى المعيشي لسكان المدينة ، يتجه إلى الأسوأ تحت تأثير الجفاف الماثل على الثروة الحيوانية مصدر ثنائي اللبن واللحم ، أهم المواذ الغذائية في المدينة .

ـ عوامل طبيعية حالت دون الزراعة المطرية أهمها ندرة الامطار.

ـ تدخل السلطات في المجال بمُيوعة وزبونية ، حيث يتم الدعم على اساس سياسي نفعي لسدود وهمية تأخذ مسارات مُروعة تختلط فيها السياسة والشخصنة والرشوة ، وتنتج محميات شخصية تحرم المزارعين الاراضي ، وتحتل معظم المساحات الرعوية للمنمين.

ـ الحالة الصحية: المركز اليتيم في المدينة والمسمى "مركز الاستطباب في النعمة " قصص تبدو كالخيال لكنها حقيقية.

غياب كاميك : يبرره وجود 3شركات ادوية معروفة بالتزوير يدخل سيارات داخل المركز ويتم وضع حمولتها في صيدلية المركز أمام الجميع ، وهذا لم سرا في المدينة.

ـ الاطباء  : فعلا الاطباء في مركز استطباب النعمة هم اكثر اقبالا على ملك العقارات في المدينة ، والاكثر اعراضا عن الاهتمام بالمرضى .

فموقع المركز الطبي لا يدع مجالا للشك أو السؤال عن وضعيته (مركز استطباب تحيط به صيدليات تعود لاطبائه) .

ـ المواطن المريض وهو الحلقة الاضعف ، يتقبل كل هذه الابتلاءات بصبر واحتساب ، لعله يحصل على دواء مزور او منتهي الصلاحية وليس طمعا في الشفاء وإنما من باب ان ترك الاسباب سوء ادب مع الله.

ـ التعليم : تسيب مدرسي عارم تشهده المدارس في مدينة النعمة ، ومدارس نصفها مغلق ومعلمين نصفهم غياب ، والباقي في حديث يومي مع مدراء يشربون الشاي ويأكلون "خبز لحطب" ويراقبون من بعد مشاجرة الاطفال!!.

الحياة السياسية : تعتبر مدينة النعمة المدينة الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من رأسها إلى اخمص قدميها ، لديها نائبين في البرلمان يحذوان حذو نواب مدينة ولاتة!! ، أم لوزيرين اولين سابقين وجُمهور من الوزراء السابقين واللاحقين ، تغطي تجاعيد وجهها وتتسول على باب الحكومة الموريتانية!!!!.

مشهد عام يزداد قتامة وسط غاب تام لأبناء المدينتين ، ومشاكل متشعبة ليس لها حصر هذه اهمها ، يُراد من السلطات العليا ان تضع لها حدا وتفرض لها حلولا دائمة طال انتظارها ، فهل سيكون عام 2018 سنة الحوض الشرقي بامتياز؟؟.

مولاي الحسن بن مولاي عبد القادر