الأسعار تُطاولُ جبال النعمة.. والسلطات تفشل في كبح جماحها

أربعاء, 09/15/2021 - 09:19

تشهد مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي ارتفاعا جنونيا في أسعار جميع المواد الاستهلاكية والضرورية لحياة السكان.

وتتنافس الأسعار صعودا نحو السماء السابعة، حيث وصل سعر الأرز والسكر والقمح أرقاما قياسية في تاريخ المدينة، التي تعبر عن الحالة العامة للولاية، وترسم عادة تجاعيد وجه المنطقة المنسية.

ويأتي الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الغذائية وسط مضاربات متعمدة في أسعار اللحوم الحمراء، والتي بلغ سعرها في بعض الأحيان 3000 أوقية قديمة للكلغ الواحد في الاحياء الفقيرة، ما دفع باعة المواشي إلى رفع أسعرها والاستفادة من الفوضى الخلاقة التي تضرب الأهالي، حيث بلغ سعر الكبش 70 ألف قديمة في بعض الاحيان والعجول إلى 100 ألف.

وحسب معلومات حصل عليها موقع "صوت" فإن بعض الاحياء اطلقت مبادرات سكانية لتوفير اللحوم اليومية للسكان قبل عودة الأسعار ، أو التوصل إلى حلول بين السلطات والجزارين وباعة المواشي.

سبــــــــــاق الحلزون

السلطات تدخلت بلطف للإبقاء على ماء وجهها، وحاولت الامساك بذيل طائر أسعار اللحوم على الأقل، قبل أن يقف حمارها عاجزا أمام صعود اللحوم الحمراء، رغم تزايد هاجس المخاوف من خريف أصفر تبدو بوادره من ندرة  الأمطار هذه السنة.

وتنطلق منذ أيام محاولات في معظم المقاطعات بالحوض الشرقي، لكبح جماح أسعار اللحوم الحمراء، والتي تتفلت كلما تدخلت السلطات للعودة بها إلى متناول المواطن الشرقاوي.

وتركز السلطات في الولاية على أسعار اللحوم رغم ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية الأخرى.

ويرى البعض أن تركيز السلطات على اللحوم لأن مصدرها محليا في الولاية، بينما المواد الغذائية تأتي من العاصمة السياسية نواكشوط عبر أكثر من 1200 من الطرق المتقعرة.

وتسود في مدينة النعمة حالة من الخوف وعدم الرضى اتجاه ارتفاع الأسعار وتراجع معدل الأمطار، ما قد ينذر بعام رمادة جديد.