الاستاذ المعلوم ولد القاسم يُقدم تسع نصائح.. لتربية الأطفـال

أربعاء, 05/27/2020 - 13:40

حقيق علي كمدرس على شفا جرف التقاعد، أن أسدي بعض النصائح للأمهات اللاتي تخلين عن دورهن في تربية الأطفال ورعايتهم وكذا الآباء المشغولين بالأعمال وغيرها، ليصبح النشء عندنا عرضة للضياع والإنحراف!

أول ما أنصح به الآباء والأمهات هو تعود الكلمات الطيبة وتجنب الكلمات الخبيثة لأن الطفل حين يبدأ النطق سيرددها، وقد يفرح الأب بذلك!

فربما تسمع فطيما ينطق بكلمة فاحشة أوشتيمة وأبواه يضحكان، متغافلين عن أن هذا الضحك يشجع الطفل على التمادي في الفحش والشتم ويحسب ذلك مستحسنا عند أبويه اللذين لم يزجراه عن مثل هذا القول، بل على العكس يضحكان ويفرحان بأن الطفل قد بدأ النطق! فأي سلوك هذا؟ وأية تربية؟

ثانيا: الأفعال، فالطفل يحب تقليد أبويه فلابد إذا من القدوة الحسنة في الأفعال، ليتربى الطفل عليها مثل ترويضه على الصلاة في الأوقات وكيفية القيام والجلوس ومخاطبة الكبار في السن وطريقة الأكل والشرب وغير ذلك.

ثالثا:البيئة الصالحة ومن ذلك إختيار الزوجة الصالحة،فالطفل كالنبتة إن غرسته من طيب ينع واخضر وصلح وإن غرسته من خبيث نكد وهاج واصفر، يقول الله تبارك وتعالى:" والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لايخرج إلانكدا"

رابعا: حسن العلاقة الزوجية وهنا أوصي الزوجين بالنقاش بعيدا عن جو الأطفال لأن ذلك قد ينغص صفو حياتهم ويشوش أذهانهم ويدفعهم للبحث عن ملاذ آخر يهربون إليه.

خامسا: الأصدقاء وما أدريك ما الأصدقاء، فعلى كل أب أن يكون صديقا لإبنه وابنته أولا ليملأ فراغهم، فيشعرا بأنه قريب منهم يمنحهم دفء الأبوة وحنوها ومن ثم يوجههم التوجيه الحسن لإختيار الأصدقاء المثابرين الناجحين الصالحين ذوي الأخلاق الطيبة والسلوك الرشيد، ويحذرهم أن ينأوا بعيدا عن قرناء السوء الذين يجرون للخذلان وأعمال السوء.

سادسا: إختيار المدرسة: من المعلوم أن المدارس تتفاوت في حسن الأداء والأخلاق والتربية والرقابة،فلا بد للأب أن يظفر بتلك التي توفر تعليما نوعيا ولو كلفه ذلك قطع مسافات بعيدة.

سابعا: تصحيح الأخطاء: ويتم ذلك بأمور كثيرة:

- بالكلمة الطيبة والتوجيه السليم، فالغلظة لاتجدي إلا النفور!

- بالحرمان، فتقول: ياولدي إن لم تنجح، لن أشتري لك كذا ولن أعطيك كذا

- بالترغيب والترهيب، فتقول مثلا: إن تركت كذا فلك عندي كذا وإن فعلت كذا لقيت مني من العقاب كذا،إلخ.....

ثامنا: احترام شخصية الطفل:

يقول خبراء التربية:" أن نغرس القوة في أطفالنا، خير من أن نعالج رجالا محطمين"

يجب أن لانقيس شخصية الطفل بامتثاله أورفضه للأوامر ولكن ننمي لديه الثقة بالنفس والقدرة على المشاركة حتى تتشكل عنده شخصية مستقلة واثقة تخول له فيما بعد تذليل الصعاب، فيصبح بمنأى عن التذبذب والتردد.

نصيحتي التاسعة والأخيرة لكم معشر الآباء والأمهات هي العدل بين الأبناء، فمتى حصل التمييز في المعاملة بين الأبناء، نبتت في قلوبهم الأحقاد والضغائن وحلت بينهم القطيعة والتنافر وسبب ذلك هما الأبوان اللذان لم يحسنا توزيع  عطاياهما وعطفهما وقربهما على الأولاد.

وفي الختام أرجو أن تصل تدوينتي هذه إلى كل الآباء والأمهات من أجل تحصين النشء وتربيته على النهج القويم لاننا في زمن إنتشرت فيه الرذيلة واختفت فيه الفضيلة،فالله الله في تربية النشء!

من صفحة الاستاذ المعلوم ولد القاسم