قصة الحجر الكريم الذي اهداه بكار للرئيس عزيز (فيديو)

أحد, 12/08/2019 - 21:59

سجل أحد المواطنين الموريتانيين فيديو ذكر فيه أنه يدعى ولد بكار، و أنه التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في كابانو بمدينة نواذيبو، العاصمة الاقتصادية لموريتانيا، فأهداه حجرا من الزمرد الكريم -حسب قوله – كان قد عثر عليها في مكان يدعى “التالفة”، و قال ولد بكار إن زنته تتراوح ما بين 200 إلى 400 غرام.

و ذكر ولد بكار أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وعده بالاتصال به، و بتقديم مساعدة له، غير أنه لم يفعل. و طالب في نهاية الفيديو القصير باستعادة حجره أو بدفع مقابل له عنها.
و في رحلة استقصاء شدت لها صحيفة “تقدمي” الألكترونية رحالها، عثرنا على خبر تداولته الصحف العالمية عن بيع حجر نيزك يوم الخميس 18 أكتوبر 2018 بثمن هو الأغلى على الإطلاق (612.500 دولار أمريكي) في مزاد علني نظمته دار «RR» للمزادات ومقرها بوسطن أر. وقد عُرف هذا الحجر باسم “Buagaba أو «The Moon Puzzle» -أو «لغز القمر»- لأنَّه تشكَّل على القمر ويتكوّن من 6 أجزاء تتناسب مع بعضها البعض و تبلغ زنتها خمسة أرطال. وقد عُثر عليه في عام 2017 في موريتانيا، حسب ما ورد في صحيفة “الغارديان” و غيرها، لكن يُعتقد أنَّه هبط على الأرض قبل آلاف السنين من اكتشافه بعد أن اندفع من سطح القمر جراء دفعة من حجر نيزكي آخر.

و الشركة التي عرضت النيزك “الموريتاني” للبيع هي Aerolite Meteorites التي تقدم نفسها في موقعها الألكتروني باعتبارها شركة دولية متميزة لبيع النيازك الأصلية و المجوهرات و تفتخر بعلاقتها المتميزة مع “صيادي النيازك”.

و تعرض الشركة 17 حجرا نيزكيا من موريتانيا تحت اسم “باسكنو” و بأسعار تتراوح بين 200 و 1000 دولار.

مديرها التنفيذي جيف نوتكين قال في تصريح صحفي إنه بمجرد رؤية هذا الحجر أدرك أنه غير عادي.. إنه اكتشاف المرة الواحدة في العمر. حسب تعبيره.

شركة المزاد العلني التي تتخذ من بوستون مقراً لها RR auction و التي تولت تنظيم المزاد لبيع النيزك الموريتاني “لغز القمر” قدمت على موقعها عرضا مطولاو تناولت فيه خصائص النيرك و مميزاته “الرائعة”، غير أنها لم تذكر أية علاقة له بموريتانيا. و قد راسلنا في تقدمي الشركة المذكورة باعتبارنا جهة إعلامية “من موريتانيا” فكان الرد أن المسؤولة عن الرد على استفسارنا Sue Recks لن تتواجد في مكتبها قبل يوم الاثنين 2 ديسمبر، و قد عاودنا
الاتصال بعد هذا التاريخ، فتم تجاهل رسائلنا. مما يعني أن شيئاً ما يتم التكتم عليه.

و بخصوص الموقف القانوني من العثور النيازك و ملكيتها يقول المحامي محمد المامي ولد مولاي اعل “مبدئيا الأرض ملك للدولة طبقا للمادة الاولى من القانون العقاري، وتشمل الارض كل الاجزاء الموجودة عليها او داخلها، بما فيها قطع النيازك والاحجار الكريمة. ورغم ان القانون الموريتاني لم يتحدث عن حيازة او نقل الصخور الفضائية والنيازك، الا أنه بالرجوع للقانون المقارن نجد انه عادة يعتبرها قطع اثرية تسري عليها نظم حماية الاثار. وفي ظل عدم وجود نص تبقى هذه القطع -في نظرنا-خاضعة لمدونة المعادن، والنصوص المكملة لها المتعلقة بالتنقيب السطحي، ومايترتب على ذلك من ملكية شخصية للقطع، والالتزامات الضريبية”.

و في النهاية يبقى “لغز القمر” لغزاً محيراً، تماماً مثل “الحجر الكريم” الذي أهداه بكار لمحمد ولد عبد العزيز أيام كان يحكم البلاد.

نقلا عن نقدمي