مهرجان شنقيط والمعارضة.. حوار هادئ أم قطع أثرية نادرة

أحد, 11/10/2019 - 18:11

قيل قديما أن سداب الكارح ذارح... ولكن ما الذي حصل حتى تتغير ركائز النظام ، وتتحول وجهة نظر الصقور اتجاه المعارضة ، بعد عقود من تشويههم وشيطنتهم في بعض الأحوال.

مثلا.. رئيس لجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية جنبا إلى جنب "يمرس" أبرز المعارضين للحزب ونظامه.. لن تتصور ذلك.. في زمن يتم فيه تركيب الصور على الفوتوشوب.

يدا بيد بعد أن تغير ديدن هؤلاء أصحاب الأقنعة الجديدة، حيث كانوا يحرضون ضد المعارضة ويؤلبون عليهم أصحاب القرار، بل وصل ببعضهم التزلف إلي درجة التشكيك في وطنيتهم.

ولكن في المقابل متى قررت المعارضة التقليدية تغيير رأيها مائة وسبعون درجة ، لتقبل دعوة عارضة تبدوا مراسيم ابروكولية للمهرجان السنوي.

نسينا ان نذكر غياب التنظيم والتنسيق وعدم المسؤولية التي بدت لأول وهلة على التصرفات والتسيير الأرعن للمكلفين بتنظيم نسخة شقيط الحالية ، كان ذلك ضمن أبرز الاحداث الملفتة للنظر ، إلا أن وجود رموز المعارضة على واجهة المهرجان كان حدثا بحد ذاته ، وسابقة لا تخلوا من خلفيات لم تتضح بعد.

الحوار الهادئ

يرى البعض ان حضور رموز المعارضة كان بإيعاز من الرئيس محمد ولد الغزواني.. فما الطعم الذي اسال لعاب المعارضة؟ وهل تبدوا الدعوة الجديدة أكثر بركة من سابقاتها.

لسنا في خلاف أن المشهد الحالي غير مقروء ، وقد لا يدعوا إلى التفاؤل من وجهة نظر البعض ، عكس ما تراه العامة.. حيث ترى أن فجرا جديدا لاح في الافق ، بينما يرى محلقين أن القاطرة تسير، ومن لم يلحق بها فقد فاته القطار ، أمام كل الاحتمالات لا يخلوا حرص المعارضة على الحضور من تنسيق مسبق مع السلطة العليا ، قد يبشر بتوجه جديد يشرك المعارضة في تسيير البلد ويضمن حقها في المراقبة والاعتراض .

مائة يوم على تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم في البلد ، كانت كافية لإقناع صقور المعارضة بالانسجام .

البعض يرى أن إعلان الرئيس عن مد يده دائما للمعارضة ، على عكس سلفه كانت كان بمثابة إغلاق جبهة خارجية معارضة ، في وقت تُفتتح الجبهات الداخلية الموالية على مصراعيها.

فبعد قضية الجناح الداعم للرئيس ، التي كادت ان تفقد رموز الحزب الحاكم صوابهم ، وهددت ببداية صراع نوعي قد لا تعرف نهايته ، خفتت الاصوات ، وبدى كل متمسك بحجته ، إلا أن رغبة الرئيس في الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية قد تكون لها ارهاصات ، يدخل ضمنها استدراج المعارضة للحدث وفتح حوار على هامشه ، أو محاولة الاتفاق على الخطوط العريضة للتفاهم.

ومع أن المهرجان اريد له أن يكون دوليا ، لا يخلوا أيضا من طعم سياسي ، ما يجعله ناجحا من حيث الحضور والأهداف ، فاشلا من حيث التحضير والإشراف ، وقد يفتح الباب واسعا أمام كل الاحتمالات.

المعارضة رمم من الماضي

لا أحد بإمكانه أن يتصور أن شخصيات وطنية بوزن التي شرفت المهرجان ، قد تستدرج على هامش الحدث ، لتبدو قطعا أثرية... يتبع

مولاي الحسن لموقع صوت