مدينة النعمة تسقط عطشا على بحيرة "أظهر"

جمعة, 03/24/2017 - 13:04

الرؤية المفترضة لولاية الحوض الشرقي تصطدم بموجة عطش غير مسبوقة تستهدف عاصمة الولاية "النعمة"، وتصيبها في معظم ساكنتها ، بعد ان قطعت الدولة عنهم عناء التفكير بخطط تنموية تضع الولاية على ضفاف نهر من لبن وآخر من ماء ، ظل عنوانه دائما..! متلازمة "بحيرة أظهر"..!

لا يفهم البسطاء ماذا عليهم ان يفعلوا لينعموا بالوفاء بالعهود على ، ولو واحد من التزامات الشيخة موريتانيا المتتالية للشرق منذ اعلان ديكول وحتى اليوم.

لكن الحاح الاسئلة لا ينتهي خاصة عندما يبلغ العطش ذروة ادرامية نادرة ، ويختلط الماء بالسياسة بعد تصوير الحوض الشرقي على أنه "هبة اظهر" .

تصور اعمق يقود إلى عقلية لدى النظام القديم الجديد ، جديرة بالوقوف عندها ، في غياب برنامج "حقيقي" يستهدف مستعمرات الدولة المنسية ، وامعانا في سياسة تجويع الشرق وحرمانه ، حتى من شربة ماء بعد صيام دام قرابة 60 سنة خلقت توجها جديدا وعلنيا ، توغل في مدينة النعمة لدرجة ان نظاما ساري المفعول ومتعارف عليه بين ساكنة المدينة مفاده أن " ماء الاصلاحيين لناخبيهم" ـ وماء الجيش لعسكرييهم ، والباقي إلى عرض وطلب ، وصل فيه "لتر" الماء العادي تارة إلى مائة أوقية في انتظار جنة "اظهر" الموعودة التي طال انتظارها.

وضعية صعبة تتجاوز الطرح السياسي ، ويتسع خلالها النهج ليحرم البيع والشراء وتأتي على آخر أوقية في جيوب المعدمين أصلا..! في منطقة هوى بها حاضرها إلى المجهول.

لقد بدي ان قناعا من تلطخ كانت نبرة الخطط التبشيرية تحجبه ، قد نزع الآن لتبدوا منطقة الشرق بعد عقود من الزمن وكأنها خارجة من كارثة ماحقة ، مشهد مؤلم ومقاربات تثير الخوف على المصير اكثر مما تثير السخرية.