قصة مهندس موريتاني حرق شهادته وتبخر بدخانها (هويـة)

أحد, 10/13/2019 - 17:57

كانت قصة مأساوية.. ومغامرة متهورة لكنها ناجحة ،إنه المهندس حبيب يروي قصته الغريبة لموقع "صوت" فيقول :

تخرجت منذ عقد من الزمن ومنذ ذلك الوقت وأنا مرابط لدى وكالة ترقية تهجير الشباب الموريتاني ، فلم يستغل مديرها سيارة إلا وأنا اعرف رقمها ولونها ، وهذه موهبة اصعب من الحصول على عمل لكثرة استبدال مديرها للسيارات يقول حبيب ، ثم تقدمت بملفي لكل المسابقات، التي غالبا ما يتم القائه بسبب تخصصي، وتارة يقبل فأجد نفسي عند صدور النتائج متذيلا للائحة الراسبين، أعرض نفسي كلما حل الموكب الرئاسي ، واتكلف في التحسيس للاغلبية الحاكمة والنفاق للحاكم ، واتظاهر على انني سياسي وصاحب ولاء حزبي.. ولكن دون جدوى ، شكلت تنظيمات مع زملائي فتم اكتتابهم وتعيينهم بطرق غير عادلة لأبقى مع الباقين من من لا وساطة لهم.

وقبل سنتين من الآن طلب مني احد الاقرباء قبول العمل معه في دكان كبير لبيع الجملة في نواكشوط ، اعتذرت لأول وهلة قبل ان اخبره أنني سأفكر في الامر.

فكرت في الأمر مليا، وقلت في نفسي كيف ادرس قرابة ثلاثون سنة وفي النهاية اعمل مع تاجر لا يقرأ ولا يكتب ، ثم فكرت في الثماني سنوات التي قضيتها اصارع البطالة في ظل انعدام المساوات وتكافؤ الفرص ، راهنت على شفافية لجنة المسابقات فاكتشفت ان ذلك الحماس "سراب يحسبه الظمآن ماء" ، ثم راهنت على التصريحات بالإصلاح والمساواة ، ولكن كلام دون نتيجة ، فقررت العمل والانطلاق من الواقع المر الذي وجدت نفسي فيه ، لكن الوساوس ظلت تراودني.

وفي احد الايام من شهر فبراير 2018 توجهت نحو التاجر الذي تربطني به قرابة وعرضت عليه العمل معه حيث قبل بشرط ان اعمل معه حتى اتعلم الاسعار واتعرف على الزبناء .

وبعد أيام من التردد على الدكان تحول لقبي من المهندس إلى "الوكاف الجديد" في تلك الأثناء لاحظت عدم تنظيم سجل الدكان، وحاولت امساك الحسابات وتنظيمها، لكن التاجر رفض ذلك بحجة ان الكتابة ليست مهمة، والمهم مبلغ الدين اما المبيعات فلا داعي لتسجيلها .

فكرت في منطق التاجر، يقول حبيب، وكتابته العوجاء، واصراره على التسيير الارعن للدكان، فوجدت نفسي متثاقلا عن الذهاب للعمل ، لكنني فكرت في نجاح هذا الرجل في تكوين ثروة مالية كبيرة ، بينما المهندس لا يحصل إلى على رسوم النقل من ذالك المشغل الغبي في انتظار معرفة ما يرى التاجر انه سر المهنة.

وهكذا بين التفكير في المستقبل والواقع المعاش ، انتصبت الطرق أمامي ، وبدت التجارة تارة اقرب إلي، مع انها ليست تخصصي ، وتارة أتسائل عن جدوى الدراسة ، حتى اصبت بالدوران والصداع ، فقررت التداوي من ذلك الدوران بحرق الشهادة مع جميع الافادات والتبخر بهما ، والتوجه نحو عالم التجارة ، وهو ما حصل!! ، حيث اخذت كمية من الفحم وجعلت عليها الشهادة وتبخرت بها ، بعدها احسست ان ذلك الصداع قد شفي ، وأصبح الطريق واضح لدي.

وبعد شهر من العمل مع التاجر توليت العمل معه براتب متواضع ، لم أمضي سوى أشهر حتي توليت عمل الدكان بـ"الحسبة" فربحت ملايين في اربع (حسبات) ، وبعد سنة تمكنت من فتح مؤسسة لبيع المواد الغذائية :

حبيب يتزوج فتاة موريتانية خريجة من الجزائر

قبل ثلاثة أشهر من الآن تزوج التاجر حبيب في نواكشوط بالفتاة المهندسة السيدة

يتبع...