مبعوث الرئاسة إلى الشرق.. ترسيخ للقبلية في قالب جولة تفقدية

سبت, 11/26/2022 - 09:58

تتواصل لليوم الخامس الزيارة التي يؤديها الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية مولاي ولد محمد لغظف لمناطق الحوضين بعد أن كلفه بها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.

آخر محطات ولد محمد الاغظف في زيارته التي يراها أعلب المراقبين سياسية وتمهيدا بل بداية لرسم ملامح مسار الانتخابات المقبلة كانت مقاطعة باسكنو الحدودية في أقصى الشرق الموريتاني.

الخطاب السياسي من هناك كان موجها في المقام الأول للمجموعات الاجتماعية الوازنة والوجهاء وشيوخ القبائل ، لم يكن الغرض تفقديا للأوصاع بقدر ماكان تطمينا على بقاء الولاء وأخذ المبايعة قبل الخوض في مضمار سيكون حتما صعبا هذه المرة.

تتركز الوعود الحكومية التي حمل ولد محمد الاغظف على حل مشكل المياه التي والأمن والتنمية هناك ، ولكنها أيضا تمهد للاتفاق على من سيرشح بعد الحديث عن الاتفاق على البطاقة الموحدة .

يقول ولد محمد الاغظف العائد إلى أحضان القصر الرمادي بعد قرابة عقد من مغادته وزيرا أول حينها بأهمية مااعتبرها إنجازات تحققت منذ تولي محمد ولد الشيخ الغزواني سدة الحكم ، فالأمين العام للرئاسة مصرٌ على "تسارع وتيرة التدشينات التي أشرف عليها رئيس الجمهورية خلال الأسابيع الماضية وشملت العديد من المشاريع التنموية والخدمية في مختلف القطاعات الوزارية" وأنها خير دليل على حرص "فخامته" على النهوض بالبلد.

فهل لاحظ الموريتانيون ذلك ، وقد جربوا ولد الغزواني ثلاثة أعوام عجاف يقول معارضون مغاضبون؟

فحتى المعارضة لم تعد معارضة بل اختلفت مشاربها ، واختلافها يذكر بدعوة أمين الرئاسة العام المواطنين على ضرورة تجاوز بعض النزاعات العقارية الشكلية وخاصة تلك التي تمنع البعض من ممارسة حرياتهم في التنقل والزراعة والحفر والتي هي حريات مكفولة بنص الدستور تقول وكالة الأنباء الرسمية نقلا عن الوزير.

جولة ولد محمد الاغظف تأتي بعيد اجتماع ترأسه الوزير الأول محمد ولد بلال يوم 09 نوفمبر الجاري وخصص لتدارس ملف الانتخابات، وآخر مستجداته، وحضره المبعوث إلى الشرق إلى جانب مدير ديوان الرئيس إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووزير الداخلية واللا مركزية محمد أحمد ولد محمد الأمين، إضافة لرئيس الحزب الحاكم محمد ماء العينين ولد أييه.

كما تأتي الجولة عقب اتفاق الأحزاب السياسية والحكومة ممثلة في وزارة الداخلية على تعجيل الانتخابات عن موعدها تفاديا لموسمي الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

بعد وصوله هناك عقد الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية في الحوض الشرقى سلسلة اجتماعات موسعة بعدد من رموز القبائل الفاعلة بالشرق الموريتانى ،طمأن خلالها مجمل الوفود على مستقبل العملية السياسية، مع التأكيد على ضرورة الإبتعاد عن الصراع على المناصب الإنتخابية،  والبحث عن مصلحة الحزب الحاكم والأغلبية الداعمة للرئيس.

معطيا رسالة طمأنة لكل الذين أعربوا عن رغبتهم فى خوض غمار الإنتخابات بأن الحكومة لن تترك أحدا على قارعة الطريق، وأن من لم يحالفه الحظ فى الترشيح، سيجد نفسه فى دوائر أخرى، بما يضمن التوازن والإنصاف والعدل بين الناس وفق مصادر مطلعة.

فالزيارة إذن لترسيخ القبلية ومحاولة لإعادة تماسك الحزب الحاكم المشتت وثني المغاضبين من داخل الحزب عن الترشح من أحزاب أخرى وامتصاص غضب الزعماء في المنطقة قبل اختيار نواب الحزب.

هي حلقة من سلسلة وعود لن تتحقق ومراوغات سياسية ماتفتأ أن تتلاشى بعد تحقيق الهدف ، فمناطق الحوضين والعصابة التي هي من أكثر مناطق البلاد كثافة سكانية بكل تأكيد لن تكون لقمة سائغة "للإنصاف" كما المواسم الماضية ، ومثلها في ذلك ولايات داخلية عديدة بعد تجربة مرة مع النظام الحالي.