انتقال "انحاير" من منازل المفرج عنهم من السجن للوزراء الجدد

أحد, 05/30/2021 - 19:08

يعد تقليد "انحيرة" عادة شعبية راسخة في القدم ضمن الممارسات الشائعة في المجتمع الموريتاني المعروف عبر العصور بالجود والكرم  .

ويتم تقديمها عادة في المناسبات الاجتماعية أساسا والعزاء في بعض الأحيان ، كما يتم ارسالها تعبيرا عن كرم الضيافة .

وقد شهدت "انحيرة" تطورا في العاصمة نواكشوط منذ عقود ، حيث واكبت مراحل تطور الفساد والنهب واتساعهما، ليطال التقليد الشعبي، المفرج عنهم من المتورطين في قضايا اختلاس الأموال العمومية ، والمتورطين في قضايا مخدرات ونهب .

وتتجه عادة "انحيرة" نحو الوزراء الجدد حيث يتم ارسال النحائر إلى أصحاب الحقائب ، للتقرب منهم حتى قبل مباشرة عملهم تكريسا لثقافة الفساد، ولجعلهم في حالة اهتزاز واستنفار لتبديد المال العام واختلاسه ، ما يضمن لأصحاب "الإبل" الاستفادة من ميزانية يصفها بعضهم بـ "كرشة منتور اخلالها".

ويستبعد بعض المراقبين أن يكون الكرم أو محبة أصحاب المعالي هي الدوافع الحقيقية في إرسال النحائر إلى المكلفين والمعينين في نواكشوط .

ويرى البعض أن "انحيرة" أصبحت بمثابة مناقصة ومشروع رابح ، حيث يتم من خلالها التعيين ، والصفقات في مجتمع عشش الفساد في نخبه فباض ثم فرخ ، ليصبح عائقا حقيقيا أمام تحقيق دولة القانون والمساواة.

ويأتي الاقبال على ارسال النحائر في العاصمة نواكشوط في أحلك الظروف التي تعيشها ساكنة المدينة ، حيث ينتشر الجوع بين معظم سكان الاحياء الشعبية ، بينما تنتشر التخمة بين المعيين والطامعين في نهب المال العام.

ومهما يكن من أمر فإن دولة المساواة لا يمكن أن تستقيم، في ظل شراهة الوزراء وجوع سكان الاحياء الشعبية.