شكلت السيدة الأولى السابقة أم كلثوم بنت محمد ولد الناه حرم الرئيس الموريتاني الاسبق المرحوم اعلى ولد محمد فال ، حالة استثنائية بين نظيراتها من سيدات القصر الرئاسي اللاتي تعاقب أزواجهن على سدة الحكم في موريتانيا .
وقد وصل زوجها إلى السلطة في 3 أغسطس، إثر انقلاب أبيض أطاح بحكم الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع الذي استمر 21 سنة، وانتهى حكمه بانتهاء المرحلة الانتقالية ، حين نظم انتخابات رئاسية وسلم السلطة للرئيس المنتخب المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله ، في سابقة استثنائية هي الأخرى لما تحمله من دلالات في بلد حديث عهد بشمولية مزمنة.
وكانت فترة ولد محمد فال الانتقالية قد مددت سجوف القصر على حرمه في سابقة من نوعها ، لتكون منت الناه أول سيدة أولى تدخل القصر الرمادي لتظل ريحانته ، دون أن تلعب دور القهرمانة ، خلافا للسيدات الأُوَل ، اللاتي تحكمن بمعظم مجريات الاحداث في موريتانيا ، حيث اقتحم بعضهن المشهد السياسي ، ولعبن دورا محوريا في بناء ثروات أزواجهن ، وفي إثارة المشاكل لهم في بعض الأحيان ، وبلغن درجة المشاركة المباشرة لأزواجهن في تسيير شؤون الحكم ، بل تجاوزن نفوذهم في بعض الأحيان ، فكن يأمرن وينهين ، ويقربن ويبعدن ومصدرا للنفوذ والاثراء والتعيين والاقالة.
ورغم تفاوت السيدات الأُوَل من حيث الحضور والنفوذ والتسلط ، إلا أن زهد زوجة ولد محمد فال لأول وهلة من دخولها القصر الرمادي بدى عفة عن ارهاصات نظيراتها في دهاليز السلطة ، لتظل "ريحانة" القصر الوحيدة، التي لم تلعب دور القهرمانة.