التلفزة الرسمية من التمييز وانتهاك حقوق العمال إلى قطع راتبهم

جمعة, 04/02/2021 - 17:26

تشكل مؤسسة التلفزة الموريتانية حالة استثنائية بين المؤسسات ذات الطابع الإداري ، من حيث المهام والتسيير والممارسات.

ورغم أن مهمة المؤسسة الرسمية وأخواتها تهدف إلي إعلام وتهذيب وترفيه الجمهور ، فإن المؤسسة تبدو احوج إلى إعلام بحقوق مصادها البشرية ، وتهذيب لممارسات إدارتها ، وترفيه عمالها بحقوقهم التي نصت عليها مدونة الشغل والاتفاقيالت الجماعية والدولية ، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ زمن بعيد.

وتعتبر التلفزة الموريتانية اكبر وكر لانتهاك حقوق العمال والغبن والتمييز بينهم في العمل والرواتب والامتيازات ، بل وتمتعن المؤسسة في انتهاكها لتصل في بعض الأحيان إلى مصادرة الحريات وانتهاك الإنسانية والمواطنة.

ويرى البعض أن الادراة الجديدة القادمة من ذيل قائمة المواقع الإخبارية تم تعيينها في ظروف غامضة حيث باشرت العمل ولسان حالها يقول : جئت لاأعرف من أين أتيت فوجدت أمامي طريقا أ فمشيت ، ثم لتحيط نفسها بمجموعة من المرجفين محولة المؤسسة إلى مملكة تتارية.

وتكرس مؤسسة الموريتانية اليوم عبودية عصرية ، حيث تتوقع أسر العاملين فيها قطع رواتب معيليهم في أي وقت حسب مزاج الإدارة السيء .

وحسب معلومات حصل عليها موقع "صوت" فإن إدارة التلفزة قد استدعت مقدم برنامج مسيقي على خلفية إعداد حلقة مع فنان بارز وصفته الإدارة ب"كورجيكن".

وأوضح المصدر أن الإدارة قررت قطع راتب مقدم البرنامج والاستغناء عن خدماته، وكأن العامل عامل منزل للمدير في احد منازله خارج العاصمة.

وتأتي المعلومات الآنفة ضمن قرارات اتخذتها الإدارة تقضي بقطع رواتب عمال ومستضعفين دون علمهم ، دون أي مسوغ قانوني أو إنساني ، متتجاهلة أن قطع الأعناق خير من قطع الأرزاق .

وتثيرعلاقة الإدارة الجديدة بقطع الرواتب تساؤلات واسعة ، حيث تكررت الممارسات حول قطع رواتب العمال دون علمهم .

وتأتي رعونة الممارسات في حق العمال والموظفين في وقت تشهد فيه المؤسسة تراجعا في مهنية مسطرتها البرامجية ، وسط غياب للتكوين بين الاطقم العاملة .

وكان الصحفي البارز والشاب محمد الأمين بلال قد نشر تدوينة على صفحته بالفيسبوك يقول فيها:

حياكم الله ..

منذ تسعة اشهر وانا اعمل في  القناة الرياضية الموريتانية ثلاثة اشهر منها كمتدرب والاخرى كمتعاون طيلة هذه الفترة لم تلاحظ الإدارة اي شيء على عملي حيث كنت دائما متقنا لعملي متفانيا فيه ملتزم بكل التعليمات التي تتعلق به وفاصلا بينه وبين حياتي الخاصة ..

اليوم ومن دون سابق انذار تفاجئت بإتصال من المدير وانا اسجل تقريرا طالبا مني الحضور لمكتبه حالا قمت بذالك وقبل ان ان ابدا بالكلام اخبرني بان  الإدارة قطعت راتبي وقررت إعادتي لصفة متدرب والسبب كما قال لي المدير المحترم  هي تعليمات جائته من فوق وانه لايلاحظ علي شيء في امور العمل فلم يسجل علي يوما غياب او تقصير او ملاحظة بخصوص العمل كمذيع ومراسل في القناة  لكنني امارس السياسة ولدي صفحة على الفيسبوك وخطي لايعجب الإدارة كما قال وانه ملزم بتنفيذ التعليمات ...فالصحفي لا راي له وانه علي ان ابتعد عن الفيسبوك ...وان الإدارة كانت تراقبني قبل قدومه للقناة  وتلاحظ علي مواقفي وكتاباتي على الفيسبوك ...وانه علي الآن ان ابدا من الصفر واغير اسلوبي على الفيسبوك إذا اردت فرصة اخرى !!

استغربت كثيرا من هذا الكلام فما علاقة صفحتي الشخصية بالعمل وما شان المدير ولد ابو المعالي برايي السياسي هل شروط العمل في التلفزيون تتضمن بطاقة عضوية في upr و فتح زاوية تطبيلية في الفيسبوك لكي يرضى السيد المدير ؟

استنكر كثيرا سياسة الغذاء مقابل العمل هذه  وارفض محاسبتي خارج نطاق العمل بسبب مواقف شخصية لاشان للإدارة بها وليس من صلاحيتها فصلاحيتكم محاسبتي على تقصير في العمل اما محاسبتي على صفحتي الشخصية فهو امر مضحك وليس إلا نوع من( يرحمك يالموجب ) ...

اللهم عليك بمن ظلمني

وقد أثارت التدوينة استياء عارما وجرحت مشاعر رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيث علق احدهم : ظلمك من القى بالادرارة الجديدة على قمة المؤسسة دون أي معيار ، ودون سابق إنذار.

ورغم أن الصحفي بلال عامل رسمي بموجب مدونة الشغل والاتفاقيات الجماعية والدولية ، إلا أنه في ظل سوء فهم الإدارة الجديدة للقانون "متعاون" وهي كلمة لا محل لها في قانون الشغل ولا في دولة العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.

ولعل آخر عبارة لول بلال كانت تثير القلق على مستقبل المؤسسة، حيث ختم تدوينته بعبارة "اللهم عليك بمن ظلمني" في إشارة إلى عجزه عن الحصول حقة أمام مملكة الظلم الجديدة في مغارة التلفزة الرسمية.

ومهما يكن من أمر ، فإن دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى أن تقوم الساعة ، وهكذا حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل أنهم على حق، كما قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.