ما ذا يعني اعتراف الرئيس بوجود تجاوزات تسيير صندوق كورونا؟

سبت, 01/16/2021 - 14:26

تختلف المصطلحات الرسمية والشعبية في النطق رغم اتفاقها في المضمون ، فتجد أن السلطات العليا في فرنسا لدى اعترافها بالمسؤولية عن القتل الجماعي تستعمل كلمة "تحييد" في شمال مالي بمعنى التصفية والقتل ، بينما تستعمل السلطة العليا بموريتانيا في اعترافها بوجود فساد كلمة "اختلالات وتجاوزات" ، وتعني عند العامة باللغة الشعبية "الاختلاس".

ورغم اختلاف التعبير يبقى الاتفاق حول المعنى قائما بين الحاكم والمحكوم صمن المسائل النادرة والمتفق عليها بين القمة  والقاعدة.

ولعل اعتراف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغواني بوجود تجاوزات في تسيير موارد صندوق كورونا ، كان اعترافا واقعيا في محله ، يعكس إصرار الرجل على وقف ماكينة الفساد المستشري بين كوادر وأطر الدولة ، والذي اصبح ثقافة عامة تعشش في طريقة تسيير المال العام.

وفي ظل اتساع تلك التجاوزات يستغرب البعض صمت المؤسسات الاعلامية الرسمية وأخواتها والهيئات الرقابية على المال العام.

وقد كشفت معلومات نشرتها  شبكة المراقب عن دوافع صمت الاعلام الرسمي اتجاه التجاوزات التي اعلن عنها رئيس الجمهورية .

وكشفت المعلومات عن تحويل 130 مليون من موارد الصندوق إلى المؤسسات الإعلامية الرسمية ، ما يفسر صمت الحملان الذي التزمته تلك المؤسسات أمام اعتراف رئيس الجمهورية بوجود تجاوزات ، والتقليل من شأنه ، كما تم التآزر مع شركات البث ب10 ملايين أوقية من موارد الصندوق.

بينما تم حرمان الاعلام المستقل عقابا له على اتنقاده للفساد ، وسلوكه اتجاه القائمين على الصندوق ، وملاحظاته على طريقة تسييره.  

ومهما يكن من أمر فإن التحقيق الجاري في تسيير موارد الصندوق ، وبأوامر عليا قد يكشف عن قناع من تلطخ كانت رشوة الاعلام الرسمي تخفيه ، لحد

 تجاهل اعترافات رئيس الجمهورية.