بعد هجرة شباب نواكشوط وكالة تشغيل الشباب تتجه إلى الداخل

جمعة, 12/04/2020 - 12:48

شكلت الوكالة الوطنية لترقية تشغيل الشباب أبرز التحديات والعقبات أمام دمج وتشغيل الشباب الموريتاني منذ تم إعلانها في احلك فترات تاريخ البلد وأكثرها نهبا وفسادا.

وقد كشفت الوكالة في السنوات الأخيرة عن تناقض صارخ في التوفيق بين الجانب النظري للسلطات العليا ، وترجمته على أرض الواقع ، حيث أخفقت الوكالة في تحقيق نقلة نوعية تلامس مشاعر وحياة الشباب العاطل ، بعد عقود من التبذير وتبريره وتبديد المال العام ، عجزت الوكالة حتى عن اقتناء مقر لها ،حيث مازالت تتخذ من ربع بناية العمال مقرا لها .

وفي الوقت الذي تعلن فيه السلطة العليا  مبادئ وشعارات براقة، تراها مصيرية من قبيل المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن ، تنزع الوكالة الوطنية لترقية تشغيل الشباب قناع من تلطخ ، عن فساد مبدع يكرس المحسوبية والقبلية في سياسة تتجاوز ترقية تشغيل غاب قبل غياب الشباب عن بلده.

ورغم إطلاق الوكالة لبرامج خجولة ومحدودة، إلى أن الوساطة ظلت القشة التي قصمت ظهر البعير ، وشردت معظم شباب الجمهورية الإسلامية الموريتانية خارج وطنه الغني بالموارد المتنوعة.

وكأن الوكالة الوطنية لترقية تشغيل الشباب ، جاءت لزرع الغبن والحيف بين أبناء الوطن الواحد ، وإثارة الحساسيات على حساب الوحدة الوطنية .

تاريخ حافل بالاخفاقات

ويستغرب البعض إصرار السلطات المتعاقبة على تجاهل مخاطر ارهاصات وكالة ترقية تشغل الشباب ، وإلقاء الحبل على القارب لها ، في جميع تصرفاتها التي تسيئ إلى تحقيق الوحدة، والسلم الأهلي.

فمنذ انشاءها تحت عنوان تشغيل الشباب، برهنت الوكالة بالممارسات، على انها ليست سوى إطار لنهب المال العام وتكريس للزبونية والمحسوبية ، على حساب متطلبات وحقوق الشباب الموريتاني.

حيث انتقت لأول وهلة مجموعة من مقربي أصحاب النفوذ، باسم حملة الشهادات، ، ليتم تكوينهم مهنيا .

وبعد فترة أعلن عن تقسيم الحنفيات على حملة الشهادات من الشباب العاطل ليتم تدوير نفس المجموعة رغم ان بعضهم مسن، ولا يحمل حتى شهادة ميلاده "أعليكم بالماره" ، وكذلك المشاريع والقروض.. وهكذا دواليك .

وعلى درب ذاك الفساد ، اتخذت وكالة ترقية تشغيل الشباب منهاجا للتسيير ، ضرب خلاله الشاب الموريتاني كفا بكف أمام سياسة الغبن واستغلال النفوذ وغياب مبدأ المساواة وتكافؤ  الفرص.

ويخشى البعض أن تتسع سياسة ترقية تشغيل الشباب إلى ملاحقة الشباب العاطل في مناطق الداخل الموريتاني ، وإرغامه على الهجرة كما حصل في العاصمة نواكشوط.

وكانت الوكالة الأنباء الرسمية نشرت اليوم تدشين مقرجديد للوكالة الوطنية لترقية تشغيل الشباب يوم أمس الخميس بمدينة بوكي في ولاية لبراكنة .

وأشارت الانباء إلى مقر الوكالة المحلية يأتي في إطار الفعاليات المخلدة للذكرى الستين لعيد الاستقلال الوطني.

وأوضح الخبر أن تدشين هذه الوكالة يأتي ثمرة لشراكة بين وكالة تشغيل الشباب وبرنامج التحول الزراعي في موريتانيا الذي أطلقته الحكومة الموريتانية بالتعاون مع البنك الافريقي للتنمية.

وتثير الوكالات المحلية لترقية تشغيل الشباب ، مخاوف العامة نظرا للسياسة الاقصائية التي سادت تسيير الوكالة منذ إنشاءها ، بينما يرى البعض أن انتصاب الوكالات في الداخل يهدف إلى ملاحقة الشباب في المناطق وتهجيره من جديد.

وهكذا كانت ومازالت الوكالة بيت للولاء مقابل ميزانيتها ، وأبرز بؤرة ثابتة للفساد العلني ، بينما ظل الشباب الضحية المتحرك في بلده ، ولسان حاله يقول كما قال الشاعرالشعبي :

إلى راد الحي الجواد     ////    نوطاو اتراب ابكرعين

ماه ذ لرض اويوكي زاد /////  يا هاذ لرض امسيكين

تدخلات الوكالة.. وضيزي قسمتها

يتبع..