معا لمحاربة الفساد (1)

جمعة, 06/26/2020 - 09:14

لا خلاف على أننا في هذه البلاد نعاني من العديد من المشاكل والتحديات، والتي قد تجد المعارضة وكل المهتمين بالشأن العام صعوبة كبيرة في ترتيبها في سلم الأولويات النضالية. لا خلاف على ذلك، ولكن لا خلاف أيضا على أن الفساد يُعَدُّ من أخطر تلك المشاكل، وأن محاربته يجب أن تكون على رأس أولويات المعارضة، فبدون الحرب على الفساد، فلا أمل لأي إصلاح في مجال التعليم أو الصحة أو العدل أو التشغيل أو الوحدة الوطنية، لا أمل لأي إصلاح في أي مجال من هذه المجالات إذا لم نحارب الفساد.

اليوم هناك فرصة ثمينة لأن نخطو خطوة جادة في الحرب على الفساد، ولكن مما يؤسف له هو أن المعارضة لا تقدر أهمية هذه الفرصة التي قد لا تتكرر في المستقبل المنظور.

اليوم لدينا سلطة حاكمة قبلت ـ لسبب أو لآخر ـ بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في أهم الملفات التي حامت حولها شبهات فساد في السنوات الأخيرة، فلماذا لا تعطي المعارضة وكل المهتمين بالشأن العام الأولوية في سلم نضالها لمؤازرة هذه الجنة حتى تعد تقريرها، والضغط من بعد ذلك حتى يتم تنفيذ توصيات تقرير هذه اللجنة؟

هذا الملف كان يجب أن يكون هو الملف رقم واحد على سلم الأولويات النضالية للمعارضة، بل كان يجب أن يكون هو الملف الوحيد، على الأقل خلال الثلاثين يوما القادمة، والتي ستكون حاسمة في تحديد مصير هذا الملف.

إن مصير هذا الملف سيكون أحد احتمالين، وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

الاحتمال الأول : أن تكون السلطة جادة في تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية، وفي فتح بعض الملفات الهامة التي تحوم حولها شبهات فساد، ومعاقبة من يثبت تقرير اللجنة أنهم تورطوا في تلك الملفات. إذا كانت السلطة جادة في ذلك، وهذا ما أتوقعه شخصيا، فالواجب الوطني والمصلحة العليا للبلد تفرض على المعارضة أن تدعم السلطة في توجهها هذا.

الاحتمال الثاني : أن تكون السلطة غير جادة في تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية، وأنها تعمل الآن على الالتفاف على تقرير اللجنة وإفراغه من محتواه، أو أنها في أحسن الأحوال مترددة ولم تحسم أمرها بخصوص تقرير اللجنة. في هذه الحالة فإن الواجب النضالي يفرض على المعارضة أن تمارس كل أشكال النضال المتاحة، وأن تعمل على خلق رأي عام وطني للضغط على السلطة حتى تحسم ترددها، فتفعل تقرير اللجنة وتقوم بتنفيذ ما سيأتي فيه من توصيات.

 

حقا، إننا أمام فرصة ثمينة لأن نخطو خطوة جادة في محاربة الفساد، ولذا فإنه علينا أن لا نضيع هذه الفرصة التي قد لا تتكرر في المستقبل المنظور.

يتواصل..

حفظ الله موريتانيا...      

محمد الأمين ولد الفاضل