تنافس بين المنتخبين والمنتدبين على توزيع المساعدات بين الفقراء!

جمعة, 03/27/2020 - 13:38

في اواخر التسعينات تمكنت زوجة مندوب الحكومة، وهو والي نواكشوط من الاستيلاء على أكثر من مائة كزرة تم تشريعها، دون نصيب المقربين، بينما خطط اقرباء الرئيس لأنفسهم ليشرعوا أحياء بكاملها، ناهيك عن نصيب اغوياءهم ، كانت الاسر الضعيفة و "الكازرة" أقل حظا من سكان تفرغ زينة ، كان مهمة التحقيق والتخطيط تحت اشراف لجنة عادلة!!.

وفي نفس الفترة استفادت مجموعة من الشباب تراوحت أعمارهم بين العشرين والثمانين، من قروض ميسرة، في تشكلة شملت تجارا كبار على أنهم شباب عاطل.

نفس المجموعة اطلق عليها حملة الشهادات مع ان من بينها مسنين من باعة التمور ليس لديهم من الشهادات سوى شهادة الميلاد ، كانت سياسة لتحقيق تكافؤ الفرص بين الشباب العاطل ، تمت العملية باشراف لجنة عادلة تم اختيارها.

نفس المجموع استفادت من القروض مرة أخرى، وتم توزيع نقاط بيع الماء عليهم ( الحنفيات)، ليتم تشغيلهم بعد ذلك في وظائف متعددة "وهمية" توفر رواتب دون عمل، اما حملة الشهادات والشباب العاطل فليس امامهم سوى ما فعلوا.. الهجرة عن بلدهم ، وسماع اشرطة المسيقى الشعبية.. اوهح " وامسيكين موريتاني ".

دعم المجموعات القروية كان فرصة للسلطات الجهوية ومن بعيد، لدرجة ان جميع السدود الممولة من الحكومة، تمت لمشاهير أو عن طريقهم بمعايير سياسية او زبونية بإشراف السلطات ، وليس لمجموعات مستهدفة ، لذلك تحاكي السدود والمحميات ونقاط المياه في موريتانيا، الأحزاب والاتحادات النقابية، والبنوك، فنقول حزب فلان واتحاد فلان وبنك فلان وسد فلان ومحمية فلان وصونداج فلان، اما المجموعات القروية المستهدفة ليس أمامها سوى النزوح والهجرة! ، وضع يبين مدى استجابة السلطات الجهوية للمهام المكلفة بها.

في نواكشوط يتنافس عمال المقاطعة في الإشراف على تقسيم لحم الأضاحي السعودي، الحاكم يعلم جيدا السر في حماسهم!! ما يجعله منافسا شرسا!!.

في مفوضية الأمن يكون التاجر ولي من اولياء الله ، وهو اعلم بالاحياطي الموجود في المخازن من المسؤول عن المؤسسة، والمجتمعات الهشه آخر من يعلم .

انها ثقافة مترسخة، وليس تنافسا في فعل الخير أمام وباء طارئ ، ثقافة يصفق لها الجميع ، ويقول يحي العدل!! يحي العدل..

في دولتنا وللأسف يُستهدف النهب والفساد غالبا، ما يوجه لتخفيف معانات الأهش في معيشته ، والأضعف في دفاعه عن نفسه .

هكذا يحتدم الصراع في 24 ساعة الماضية بين المنتخبين والمنتدبين من مقربيهم حول المسؤولية عن الاشراف على المساعدات الموجهة للعائلات المحتاجة وأصحاب الدخل المحدود.. الهدف معروف مسبقا ، وهو قطع الطريق أمام المخصصات حتى لاتصل المستهدفين ، وتمريرها إلى آخرين ابرزهم القائمين على العملية .

هكذا ترسخت ثقافة الاحتيال في موريتانيا ، وهكذا تغيرت المعايير الدينية والاخلاقية.

ولعل المشهد والتوقعات الحالية ، ليس استثائيا في موريتانيا ، فقد استولى مكتب مزور على ممتلكات المواطنين ، والقى اسرا وعائلات على قارعة الطريق دون ان تنطح فيها شاة ، وكان شيئا عاديا.

وقد تم تزوير المصارف للاحتيال على المواطنين ، وكان شيئا عاديا,

وتمكن آخرون من الخلوة بوثائق مملكات الدولة ، وعملوا بها على مزاجهم ، وكان شيئا عاديا.

أما الصناديق فهي أبسطها نهبا واستيلاء ، فقد تمت زحلقة صناديق القرض ، بحجة قروض وهمية، وكان شيئا عاديا .

وتمت وضع صندوق الضمان الصحي بيد شبكات تبديد وتزوير وكان شيئا عاديا .

وقد تم تشكيل لجنة لتسيير وتوزيع صندوق الدولة لدعم الصحافة المستقلة ، فتم اختلاسه ، وكان شيئا عاديا.

ويأتي التنافس الحالي على توزيع مخصصات الدعم الاجتماعي من الصندوق الذي اعلن عنه الرئيس في نفس الاتجاه ، وعندما يتواصل الاسلوب القديم ، سيتم الاستيلاء عليه ، وسيكون الامر عاديا. فلا جديد يسحق الذكر سوى من باب الفضول!!!

مولاي الحسن مولاي عبد القادر

 

اقرأ أيضا:

الدولة و الشرق.. والضحك على الذقون