قبس من ستين بين مناجم الذهب والحفر والطين/ أبي محفوظ

اثنين, 08/29/2022 - 11:26

في المطالعة الصباحية لأخبار الوطن، ومن صحيفة الحقيقة تحديدا؛ قرأت توضيحا من سفارة المملكة المغربية الشقيقة، يتضمن شبه اعتذار؛ عن تأخير طفيف يحصل نتيجة الضغط الذي شهدته مصلحة التآشر، اضطر على خلفيته طاقم المصلحة للعمل خارج أوقات الدوام الرسمي -ليلا- وفي أيام العطل، وذكرت أن الطلبات يوميا تبلغ 450   طلب للحصول على تأشيرة الدخول للمملكة المغربية الشقيقة، فما هدف هذه التآشر في هذا الظرف وهذا التوقيت بالذات وهو يتزامن مع العطلة الصيفية، والراحة السنوية لموظفي الدولة الأمر الذي استدعى توضيح بعض الأمور، بل التساؤل عن سببها، لعلنا نجد بعض الأجوبة المفيدة. 
     ستون عاما وجذوة الرغبة في المال لم تنطفئ، حتى صارت الغاية تبرر الوسيلة، وصار ذنب الطريق يغتفر بالوصول، لكن التساؤل يبقى مشروعا مهما كان محتواه، لأن الخطأ في التعبير يغتفر في بحر فضل طلب العلم.
- التساؤل الأول : ماهو السر في طلب الراحة الإستجمام خارج البلاد؟
- الثاني : من أين لموظفي الدولة -ورواتبهم معروفة- بالمال اللازم لنقل العائلات بالكامل للراحة والسياحة، والتفسح في أزقة ومطاعم بورگون، وعلى كورنيش مسجد الحسن الثاني، رحمه الله، وفي باقي المدن المغربية على اختلافها ؟
- ما سر امتلاك الدور هناك، وما مصدر الثراء الذي يؤدي إلى شراء القلاع خارج الوطن؟ 
- سؤال آخر : كيف نبقى طلية هذه الفترة -ستون عاما- بين الطين والماء والنفايات، رغم مناجم الذهب، والحديد والنحاس والفسفاط والغاز وووووو.... ؟
     لكن قبل أن نبتعد كثيرا وننسى لو تسمحون لي بالسؤال عن ألواح تاريخنا الحديث الإثني عشر؛ ماذا سُطّر بها، هل سطر بها هدىً من تسيير، وبعض الرحمة بهذا الشعب الضعيف، أم أنها حوت من تاريخ التسيير الفاسد والنهب الواضح والمحابات وصفقات التراضي ما تشيب لهوله الولدان، وتقشعر من سماعه الأبدان. 
     وهنا لو تسألون عني المواطن الشريف: ولد أجاي، ودون أن تفندوه؛ أين جسر مدريد، وأين أكبر مسجد في افريقيا، وأين النهضة الشاملة غير المرئية، وأين ذهبت كل القروض التي وقعت أيام سوسه للاقتصاد والمالية، ودون أن تنسوا وتسألوه عن مديونية موريتانيا أيام استلام نظامه العشري، وكم هي يوم خروجه من السلطة، وما هو حجم الدخل القومي، وأين ذهبت عائدات الطفرة التي حصلت أيام نظامه المُخَلّدِ في ما حوته الألواح المسطرة.
- اسألوا عني لو سمحتم الفارس البركني (ولد أوداعة) عن دروس التسيير التي تضمنتها الألواح العشرة المرقومة في الذاكرته، في تاريخ اسنيم، وماذا غيرها في اللوحين الخارجين عن الرقم؛ المتممين للألواح الاثني عسر. 
- اسألوا المطالبين بالملكية لولد عبد العزيز؛ عن سر تمسكهم به، وعن حرصهم على بقائه في السلطة، وأين ما يشدهم إليه وإلى نظامه، وكيف تبدد الود وحل محله الجفاء؟ 
- اسألوا -لو سمحتم- من أهدى لقب العمل الإسلامي لولد عبد العزيز؛ كيف رضي برفع التجريم عن سب النبي صلى الله عليه وسلم، وماذا كان حاصل ذلك العمل؛ مقارنا بما صرف عليه، وايماننا يحتم علينا الرضى بالحساب، واليقين أننا محاسبون لا محالة؟ 
- اسألوا المادحين، والمطبلين السابقين، واللاحقين؛ عن نفقات لا تغني عن المدرسة والمدرس، ولا عن الطب والطبيب، لا عن الاستشفاء في الخارج، ولا عن الطريق ذي الحفر والطين، ولا عن العطش والظلام، ولا تحول دون الجعوع والتشرد، بل وأكثر من ذلك؛ اسألوهم عن قيمة النفقات العامة؛ حيث لا يغني عن التبعية في المأكل والمسرب والملبس والمركب، وحتى في الثقافة......... ووو

تأملات عاطل